رجل الصمت
عتاب ! كأنها تعاتب والدها أنه ترك يديها بين الزحام ! تنقلت نظرة وجيه على ليلى والصغيرة ....لم يريد أن يتحدث ليثير فضول السائق ....فقال هامسا للصغيرة الباكية _ بطلي عياط ... تمسكت الصغيرة بملابس أمها وقالت له في بكاء وعتاب _ مالكش دعوة بيا ....أنت سيبتني ....أنا زعلانة منك ... اغمضت ليلى عينيها بدموع وعذاب...كأنها هي من تقول ذلك وليست صغيرتها .....! صمت وجيه ونظر أمامه في تنهيدة يملؤها الهم والعڈاب ....فقد لاحظ أن ليلى تأثرت مثله بكلمات صغيرتها ..... تاه كل منهما في حالة من الشرود .....ولكنه كان يشعر بأنين دموعها ..... هناك ضجيج بهذا الصمت....هناك رباط بينهما معقد لا يقبل الفكاك والهجر.....هناك شيء سيبقى بينهما دائما....! بالمشفى ...... دخل مكتبه منذ دقائق عدة ....ذرع المكتب ذهابا وإيابا ....لم يستطع أن يغضب حتى وتلك الصغيرة التي تشبه الملائكة متمسكة بها ....يكفي أنه تركها وهي تستنجد به ! أتت لمكتبه رئيسة الممرضات عفاف وقالت له بهدوء _ رجعت يا دكتور ... رتبتلها أوضة مجهزة زي ما قولتلي ..... بآخر الممر ده ..... هز وجيه رأسه وغادرت المرأة ..... ولم يستطع وجيه أن يقف أكثر من ذلك....خرج من مكتبه وتوجه لغرفة آخر الممر ..... وبالغرفة...... تلقت ليلى زي خاص بالمشفى ووجبة طعام مسائية ..... أطعمت أبنتها ثم تركتها تأكل ثمرة من التفاح الطازج وبجانبها ثمرتين من الموز ..... دخلت ليلى حمام الغرفة لتغتسل وترتدي زي المشفى ولحظات وكان وجيه أمام الغرفة ....دق مرتين ولم يسمع أي صوت ففتح الباب بقوة.....حتى وجد الصغيرة على الفراش تحرك فمها بالمضغ ..... رقت نظرته عليها وأقترب لها بعدما أغلق الباب .....توقفت الصغيرة عن المضغ وبدأ القلق يضم ملامحها وهي لا تعرف من صاحب الخطوات ..... همس