القدر حكاية.. سهام صادق
الي ان وقفت متثمره في مكانها وهي تسقط بعيناها على حمزه وعائلته يترجلون من السياره فقد أتوا من أجل تناول وجبة العشاء بعيدا عن المنزل
رأتها ندي فأقتربت منها بغرابه
ياقوت بتعملي ايه هنا
توترت وهي تطالع نظرات شهاب وحمزة والصغيره مريم التي وقفت ترمقها ببعض
مستنيه واحده صاحبتي
فأبتسمت إليها ندي بلطف وقبل ان تعزم عليها بأن تدلف معها سبقها شهاب..كان حمزة يقف كمتابع للمشهد صامت تحكي له مريم عن يومها بمدرستها
تعالي استنيها جوه معانا... وفرصه نتعرف عليها
قالها شهاب غامزا لها حتى يرى غيرة زوجته.. فوكظته ندي بذراعها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ضحكت ياقوت بخجل على أفعالهم اللطيفه
شكرا يابشمهندس مافيش داعي... انا هرن عليها تطلع أصلها اتأخرت
اعترض شهاب علي رفضها بأصرار وطالع شقيقه
يابنتي انسى اني مديرك وده عشا على حساب حمزة تعالي خلينا نكلفه اكتر
تحركت يدها تلقائيا علي فاها تداري اتساع ضحكتها علي مزاح شهاب المحبب
ما تقول حاجه ياحمزه
أسرعت ياقوت رافضه عندما رأت أعين مريم ترفضها... هي لن تقبل عزيمه تجلس بها وسط عائله ستكون مثل المتطفله عليهم لم يتحدث حمزه بشئ فمازال يشعر بالضيق كلما لاحت صورتها مع شقيق هناء وكأنه يحاسبها على حياه لا دخل له فيها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اطرقت ياقوت عيناها أرضا عندما استمعت لعبارته وقد احزنتها
دلفوا جميعهم للمطعم وشعرت بقدم تدهس على قدمها بقوه جعلتها تكتم صوت تآوها بصعوبه... نظرت لابتسامه مريم
فأغمضت عيناها بآلم وهي لا تعلم لما فعلت بها هذا
ابتعدت تخفي دموعها...من آلم فعلتها ونظراتها التي تعبر عن كرهها لك تجد سبب لكره الصغيره لها ولكن ما لا تعلمه ان اقتراح ناديه على الزواج ب ياقوت سمعته من تقي بعدما اخبرتها مريم بأستخفاف عن نظرات معلمتها ريما
بغض لا تعلم سببه ولكن صاحبته كانت تعلم
تعلقت عين حمزة بها بعدما جلس على المقعد المواجه لساحة المطعم الخارجيه
اندمجوا في النظر لقائمه الطعام والنادل يقف جانبهم.. لمعت عين ياقوت وهي تنظر نحوهم... ترى ابتسامه رب عملها وحنانه على ابنه زوجته وشهاب وندى التي تعلقت بذراع زوجها يضحكون
عضت شفتيها تمنع دموعها بالهطول تحتاج لمشاعر مثل تلك... تفتقر الدفئ والحنان... اشاحت عيناها خشيت ان تلتقطها عين احد
ونظرت نحو باب المطعم وكادت ان تخطو للداخل حتى ترى زميلتها التي حظرتها سماح منها كثيرا بشكوكها في سلوكها الذي تخفي تحت رداء الفتاه المكلوله ولكنها كانت لا ترى الا ان حالها مثلهم وأنها لطيفه و ودوده
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اتأخرتي ليه ياعبير
زفرت عبير أنفاسها وهي تداعب خصلات شعرها
ما انا
قولتلك واخده صاحبتي بتستغل جوه المطعم.. استنتها لحد ما خلصت
واردفت وهي تنظر لياقوت
انا ورايا مشهور مهم... روحي انتي يا ياقوت.. وشكرا ياحببتي انصرفت عبير دون أن تطالعها.. اغضبها الموقف
طول عمرك ساذجه وغبيه يا ياقوت... سماح عندها حق
لم تعلم أن حمزه التقط تلك الفتاه فأخذ يتذكر أين رأها من قبل لتتسع عيناه وهو يذكرها
..
وقفت خلفه تنظر لهيئته كان يعطيها ظهره يطالع أمواج البحر من الشرفه ويحتسي قهوته... ثلاثه ايام مروا علي زواجهم وانتقالهم لمدينه الاسكندريه وهو يقضي يومه بالخارج
مراد
هتفت أسمه بخفوت وانتظرت لعله ينتبه إليها.. لم يلتف نحوها الا عندما أعادت هتافها بأسمه
في حاجه ياهناء
اجابها وهو يرتشف من فنجان قهوته... فأغمضت عيناها بقوه
انت مش مبسوط اننا اتجوزنا
تجمدت يداه على فنجان قهوته... بدأت أمواج البحر تعلو وصوت أنفاسه يتصاعد.. لم ينفذ ما أراد اذاقها له إنما قرر اتباع نمط التجاهل اتبع الطريق القاټل والچارح وفي قانون عقله
إن هذا الأفضل فلن يسئ معاملتها
طال شردوه وتصلب جسده.. فهو يحاول قدر المستطاع الهروب من المنزل حتى لا يعطيها فرصه لاسئلتها التي يراها في عينيها
مراد انت سامعني.. مراد ممكن نتكلم طيب
أستدار نحوها ببطئ ورمقها بنظره طويله.. ترتدي له كل يوم ملابس تجملها له وتظهر مفاتنها ولكنه كالاعمي لا يرى
لا يرى الا انها زيجة اجبر عليها
انا مش فاضي ياهناء
ونظر الي ساعه يده ثم وضع فنجان قهوته علي الطاوله
لما ارجع من الشركه نبقى نتكلم
وانصرف دون أن ينظر إليها... لتسقط فوق الاريكه شاحبة الوجه تبكي على حالها وهي لا تفهم لما يتجاهلها
........
تعجبت بالاتصال الذي اتاها من مدير مكتبه.. يريدها ان تذهب لشركة الحراسات بعد انتهاء دوامها..تعجبت من تلك المكالمه
فماذا سيريدها... شعرت بالقلق الي وجدت شهاب يخرج من مكتبه يأمرها ببعض الأعمال ثم غادر
.......
نظرت سماح نحو بعض السياح وقد اخذت مكان مرشدهم السياحي الذي يعاني من آلم ما بمعدته.. نست مهمتها الاساسيه وقررت الاستمتاع بأجواء مدينه اسوان
كانت تتحدث عن المعبد الذي يسيرون داخله بثقه الي ان وقفت على صوت أحدهما يخبرها
صححي معلوماتك انستي
قالها أحدهم وقد كان يسير ربيتها من بدايه المهمه من نظراته الحانقه نحوه.. يخفى عيناه بنظاره من اشعه الشمس وعلى رأسه يرتدي قبعه رياضيه وملابس تشعرها وكأنه ذاهب لمباراه جولف.. احتدت عين سماح ورمقته بحنق
معلوماتي صحيحه ياكابتن.. ماذا تعرف انت عن تاريخنا
حدق بها الرجل الذي لا تعرف تحدد ملامحه له وضحك ساخرا
لا أعلم لما تقودنا سيده مثلك.. لو اعلم انكي من ستقودينا هذا اليوم لمكثت بالفندق
اشتعلت نظرات سماح وبقي البعض يهمس على مشاحنتهم
لا بقى انا كده ممكن اغلط وانسى انك ضيف في بلدي
هتفت بها سماح بلغتها الأم حتى لا يفهم عليها
ولكنه أجاب رافعا حاجبه لأعلى
هوجاء
ألقى كلمته بالفرنسيه ثم انصرف لم تفهم معناها... فهى لا تتقن الا اللغه الانجليزيه
وقفت تحرك يدها على وجهها پغضب ترمقه وهو يرحل.. وألتف نحوها قبل أن يختفي عن مرء عينيها... ليزيل نظارته عن عيناه
لتقف مصدومه متمتمه
لا مش معقول.. ده هو
.......
استمع الي صديقه عبر الهاتف وهو يخبره ان فتاه ورجل جاءوا لقسم الشرطه ليسألوا عنه وقد اخبرهم بعدم وجوده.. أراد أن لا تكون هي من أتت ولكن صديقه أعطاه الجواب دون أن يسأل عن هويتها او اسمها
انا استغربت بصراحه انك تعرف حد كده... باين عليهم مش قاريب ليك مع ان الراجل اللي مريحنيش شكله قالي انهم قرايبك
واردف صديقه الذي يدعي مجدي
انا قولتله انك اتنقلت بلد تانيه
اغمض شريف عيناه وهو يعلم أن الرجل هو سالم فتسأل
البنت كان شكلها ايه
صمت مجدي للحظات وهو يتخيل شكلها الجميل وقد اشفق عليها
البنت كفيفه!
زفرة بقوه وقبل ان يسأله صديقه اذا كان يعرفها اما لا
هكلمك بعدين يامجدي.. عندنا اجتماع
أغلق الهاتف ثم ألقى فوق فراشه.. رغم ان هذا مااراده ان يبعدها عن طريقه الا انها يشعر بآلم لا يعرف سببه
أوقف سالم سيارته الصغيره في مكان خالي.. ينظر لمها التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن علمت انه تم نقله لمكان اخر... كان سعيدا انه كسب نقطه بصلاحه وقد انتهى امر شريف تماما
اه سمعتي الكلام بودنك... حضرت الضابط خلاص اختفى
سقطت دموعها وهو تمسك العقد الذي أعطاه لها بقوه
بس هو قالي انه ماصدق لقاني
ومسحت دموعها بأكمام بلوزتها
هو شريف سابني عشان انا عاميه
رمقها سالم بتمتع وهو يتأمل احمرار وجهها ثم اقترب منها
يامها ما انتي عارفه اللي فيها مين هيتجوز واحده عاميه
عادت دموعها تتساقط من أثر الكلمه
انا كان نفسي اعيش زي البنات اللي في سني
اتسعت عين سالم وقد وصل لهدفه
سبيني وانا اعيشك يامها.. سبيلي نفسك
فسرت مقصده بطريقه برئيه ولكن عندما
وجدت يده تسير علي فخذيها صړخت بقوه
انت بتعمل ايه
وتعالا صړاخها ولم ينجدها لا صوت سرينه سيارة شرطه قادمه
........
أنهت دوامها لتتجه نحو مقر الشركه
اول من تعلقت عيناها بها صفا التي كانت تسجل بعض الأشياء على الجهاز الذي أمامها قبل أن تغادر
فساعات العمل قاربت علي الانتهاء
اقتربت منها ياقوت وهي تتذكر أين رأتها
في حاجه ياأنسه
تلبكت ياقوت وهي تنفض رأسها من شرودها بذلك اليوم
حمزه بيه موجود... عندي ميعاد لمقابلته
رمقتها صفا بتفحص متعجبه من هيئه فتاه مثلها تسأل عنه... رفعت سماعه الهاتف لتسأل سكرتيره إذا كان يوجد ميعاد معها ام لا
جاءتها الاجابه فتجمدت نظراتها نحو ياقوت
اتفضلي
اتجهت ياقوت نحو المصعد بتوتر.. أما صفا عقدت ساعديها أمامها تسأل نفسها
وقت الدوام قرب يخلص... ايه اللي جايبها في وقت زي ده غريبه
دلفت ياقرت غرفه مكتبه... ليقابلها سكرتيره الذي تأهب للمغادره
أبلغه بقدومها ثم انصرف
وقفت في منتصف الغرفه لتجده قابع خلف مكتبه يتحدث بالهاتف.. أغلق سكرتيره غرفه المكتب فأسرعت تفتحها
نظر لها حمزة وهو لا يفهم سبب فعلتها تلك... أنهى مكالمته ثم نهض
مالك ياقوت... مش باكل مواظفيني انا
اخفضت عيناها بتوتر وهمست بخفوت
حضرتك كنت عايزني في ايه
وقف حمزه أمامها يحدق بها
البنت اللي كنتي مستنياها امبارح تعرفيها من امتى
نظرت اليه بغرابه من سؤاله
عبير زميلتي في السكن... ليه بتسأل
لم يعطيها الاجابه التي ارادتها فهتف بلهجة أمره
ياريت تقطعي علاقتك بيها
قطبت حاجبيها وهي لا تفهم سبب تدخله في حياتها الخاصه
ما اظنش ان ده من قوانين العمل يافندم
ادهشه مجادلتها ونظراتها التي تهاجمه
ياقوت اسمعي الكلام ممكن... بلاش البنت ديه تصاحبيها وبلاش تخليني اخدش حيائك بالكلام عنه
تجمدت ملامحها ورمقته پغضب وهي تدافع عنها
عبير بنت محترمه
هتف اسمها پحده وهو يتفحص ملامحها المقتضبه
ياقوت متخلنيش اظن انك تعرفي نوع شغلها... دافعك عنها ما يدلش غير كده... ايه انتي كمان بتشتغلي بليل في كباريه
ألجمتها عبارته عن عمل عبير في تعلم انها تعمل ممرضه في إحدى المشافي الخاصه
كباريه.. عبير بتشتغل ممرضه
ضحك وهو ينظر إليها
لا يا ياقوت عبير بتشتغلي في كباريه بتبسط الرجاله الزبون ... وأحيانا بتحضر حفلات لرجال الأعمال واظن انك فهمتي دورها من غير توضيح اكتر من كده
سقطت دموعها وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيها
انا مكنتش اعرف ده... بس ليه تعمل كده
تنهد حمزة وهو يطالعها ثم تقدم منها يعطيها احدي المناديل الورقيه كي تجفف دموعها مجيبا عليها
الفلوس بتيجي كده اسرع يا ياقوت
واردف بلطف
امسحى دموعك
طالعها وهي تجفف دموعها كطفله صغيره ومازالت ملامحها تحمل معالم الصدمه... وقعت عيناه على صفا التي تتواري في احد الاركان وقد ساعدها عدم غلق الباب على مطالعتها لهما
لمعت عيناه وقد أراد ايذاقها جرعات الآلم حتى ېحطم أملها في عودته اليها.. مال نحو ياقوت التي لم تكن منتبها لشئ تطوي المنديل الذي أعطاه لها
تجمدت في وقفتها واتسعت عيناها وهي تشعر بقرب أنفاسه منها ومحاصرته لها بذراعيه
يتبع بأذن الله
الفصل الخامس والعشرون
طال الصمت الا من أصوات انفاسهم ثم صفعه دوى صوتها فكسرت الصمت وحطت على خده بيدها المرتجفه لم تكن يدها وحدها حالها هكذا انما جسدها كان يرتجف.. لم تتلامس شفاهم ولكنه كان قريب منها للغايه دفعته عنها بقوه
انت انسان معندكش ضمير
وركضت من أمامه باكيه خائفه
ركض خلفها الي ان وقف أمام المصعد يعلو صوت أنفاسه
ياقوت استنى...أنتي فهمتيني