الجمعة 15 نوفمبر 2024

رجل الصمت

انت في الصفحة 19 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

 


غير النسخة اللي قدامك دي .... هز رأسه برضاء وقال _ تمام.... عايز النسخة التانية... مضت ليلى اتجاه المكتبة وحررت ابتسامة خبأتها من عينيه ثم أخذت النسخة الاخيرة من الكتاب .... ورسمت الجدية على وجهها مرة أخرى وهي تلتفت وتعود إليه.... سألها ثمن باقة الزهور والنسختين من الكتاب ....أخبرته ....مع بعض التعجب أنه سيأخذ النسختين !! وكي لا يشعرها بالحرج أكثر من ذلك وضع المبلغ بين أوراق نسخة الكتاب التي أتت به وقدمه لها قائلا _ أنت بتحبي الشعر زيي...أعتبريها هدية ... كان وداعه ابتسامة وهو يأخذ النسخة التي كانت تقرأ فيها وباقة الزهور.....وقفت متجمدة للحظات من الدهشة ....انعقدت الكلمات بحلقها فجأة .... وحتى لو أرادت الرفض فأنه لم يترك لها فرصة ! أختفى من أمامها

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
گ الحلم السريع ... أخذت المبلغ ووضعته بخزينة الطاولة ثم قررت المغادرة....يكفي تلك الدقائق لليوم.... وضعت الكتاب بحقيبتها بابتسامة
حالمة .... فرحة لفرحة قلبها....لربيع الحب التي تتمناه القلوب .... لفارسها الأسمر... ومر أكثر من عشرة أيام بعد ذلك ...لم تر حتى طيفه...! لم يهجر ذهنها ولو دلدقيقة..! كانت تنتظر ظهوره كل لحظة ولكنه لم يظهر ! أجترت بالحديث مع صديقتها سلمى فعلمت أنه يأتي للجامعة گ المعتاد....! إذن ما الحال ! التلاعب ... شيء يتقنه شباب اليوم بحرافية...وتنخدع الفتيات بسهولة.....ابتلعت ليلى غصة مريرة بحلقها وعند مساء اليوم العاشر من أختفائه ... اغلقت الباب الجرار للمحل وسقطت عينيها دمعة من الخذلان.... أو بالأصح من غبائها وسذاجتها ...! وهي ابنة الخمسة وعشرون عام ...كان لابد أن تتخلى عن شعور المراهقة هذا ! وتكن أنضج من ذلك ! هطلت السماء بالمطر پعنف.... نظرت حولها بملابسها المبتلة من ماء المطر ولم تر أي سيارات أجرة بالطريق...! يبدو الطريق خال تماما .... تنهدت بخنق وهم ثقيل يملأ رئتيها وقلبها.... والرؤية أمامها كئيبة وضبابية .... أشتدت الرياح بقوة وهوت على الأرض المفاتيح التي غفلت أن تضعها بحقيبتها فأنحنت لتلتقطها.... لترى فجأة قدمين طويلتان ببنطال أسود ..استقامت ببطء وهي ترفع رأسها حتى تسمرت عينيها أمام عينيه المبتسمة !! يقف بمعطفه الأسود الجلدي وبأحد يديه مظلة مطر كبيرة حفظتهما من قطرات الشتاء... كيف يفعل بها هذا ...كيف ! وكيف للبعض أن يأخذ منا بهجة الحياة وتعود فقط عندما يعود..! لاحظ أن عينيها حمراء ببريق دموع...وطيف عتاب لم يفصح بالحديث أي كلمة ! قال بابتسامته المطمئنة الهادئة وبصدق _ جيت عشانك ... كلمتان طمسا أيام من الغياب ! ماذا أيضا...! لفت يدها حولها واجتاحتها برودة شديدة ورجفة تسربت لكافة أنحاء جسدها... ورغم كل شيء ولكنها أرادت ان تبتسم من نفسها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
! كأنهما على موعد وتأخر لبعض الوقت ! قالت برجفة ورغبة جامحة بالركض من أمامه ورغبة أقوى بالركض إليه _ بعد أذنك ... تحركت خطوتين مبتعدة عنه فأوقفها بصوت قوي _ ليلى ....أنا بحبك ... تجمدت گ الثلج ووقفت مكانها .....جف ريقها تقريبا حتى أقترب تلك الخطوتين وقال بابتسامة دافئة _ أنا عارف أنك هتستغربي...إيه الجديد أنا نفسي مستغرب....بس هو احساسي ..وأنا عارف نفسي ...٣٣سنة أظن مش معقول ما ابقاش لسه مش عارف أنا عايز إيه.! نطقت بالكاد وهي تبتلع ريقها بقوة _ عايز ...إيه امتلأت عينيه بالدفء وقال _ عايزك أنت يا ليلى ....بأسرع وقت...عايز اقابل أهلك....أنا عرفت عنك كل حاجة ...في الكام يوم اللي فاتوا ....ما نستكيش لحظة.... ابتسمت وامتلات عينيها بالدموع ...وسرى دفء بقلبها من فقط...كلمات.... ولكنها أغلى الكلمات لقلبها ...! شعرت بيد رقيقة توضع على كتفها فأنتفضت ليلى من غفوتها التائهة وهي جالسة بالمسجد وقد تذكرت أجمل ما مر عليها من ذكريات ...وللذكريات بقية ! نظرت لها الممرضة منى وقالت _ تعالي معايا ....لقيتلك أوضة فاضية وبعيد عن أوض المرضى....تقدري تباتي فيها .... نظرت لها ليلى للحظات حتى تستوعب ما تقوله الممرضة بعد شن الذكريات حملة حنين على قلبها وخاطرها..... تعجبت ...! سألت مرارا عن الأمر وقبلت بالنفي التام ...لماذا الآن ! انتبهت لصغيرتها وهي ترتجف قدميها اسفل الغطاء الخفيف المدثرة به مع العجوز....قالت بموافقة دون أن تفكر ما خلف الأمر _
 

 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 48 صفحات